فوضى برامج تفسير الأحلام !!!

مع تزايد شعبيتها لدى الجمهور العربي، وإقبال القنوات الفضائية على تقديمها لمشاهديها، أصبحت برامج تفسير الأحلام محور جدل وتساؤلات عدة، خصوصاً بعد ان تحولت لدى بعض وسائل الإعلام إلى وسيلة لكسب المال كما في الخدمات الهاتفية التي تتيح للمتصل التعرف إلى تفسير حلمه، او في بعض الفضائيات. في الوقت نفسه بدأت تظهر لهذه البرامج آثار اجتماعية سلبية، كما في حالة المواطن السعودي الذي قام بتطليق زوجته بناء على نصيحة أحد مفسري الأحلام له. فهل باتت برامج تفسير الأحلام خطراً على المجتمع؟ وهل تعد مؤشرا إلى تراجع الوعي بين الجمهور؟ وما الشروط التي يجب ان تتوافر في من يتصدى لتعبير الرؤيا؟
عن هذه الأسئلة وغيرها أجاب المستشار الأسري والديني بقسم التوجيه الاسري في دائرة قضاء أبوظبي أشرف العسال، الذي يتولى تقديم برنامج «حلم وعلم» على قناة ابوظبي الإمارات، موضحاً ان الأصل في تفسير الأحلام انها علم شرعي وأصل في الكتاب والسنة النبوية، حيث ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من ستة مواضع، من بينها ثلاثة في سورة «يوسف»، كما أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) له ثلاث رؤى في القرآن الكريم من بينها رؤيا موقعة بدر، ودخوله مع المسلمين المسجد الحرام وفتح مكة، والثالثة الرؤيا الخاصة بالإسراء والمعراج، كما اختص الله سبحانه وتعالى بهذا العلم أشرف خلقه من الأنبياء والرسل ومن بعدهم العلماء.
ورفض العسال الآراء التي تربط بين تفسير الاحلام وبين انتشار الجهل في المجتمع، مشيراً إلى انه لو لم تكن اهمية لعلم تأويل الرؤيا لما اهتم به القرآن الكريم والسنة النبوية، كما ان علم تأويل الرؤيا ليس ضدا للتكنولوجيا والتطور، وقد يحمل هذا العلم فوائد إيمانية تقوي من إيمان الفرد أو تصلح من سلوكه الاجتماعي، مثل الدور الذي تقوم به علوم اجتماعية مختلفة. وأضاف «كما أن الرؤيا كانت حافزاً لأعمال مهمة في الواقع، مثل كتاب (تفسير الجلالين) حيث بدأ الإمام جلال الدين المحلي بتفسير القرآن من سورة الكهف وانتهى به إلى سورة الناس، ثم وافته المنية، ثم قام الإمام جلال السيوطي بإكمال التفسير بعدما رأى في المنام استاذه يطلب منه إكمال الكتاب، بحسب ما ذكر الإمام الذهبي. أيضاً ثبت عن الإمام البخاري أنه ألف كتاب الجامع الصحيح بسبب رؤيا رأى فيها النبي (ص) وهو واقف بين يديه، وبيده مروحة يذب بها عنه، وعندما سأل المعبرين، اخبروه بأن تفسير الرؤيا انه يذب الكذب عن النبي (ص)، وهذا حمله على إخراج الجامع الصحيح، فالرؤيا علم شرعي مؤصل لا يجب ربطه بالتخلف، وإنما يمكن انتقاد المفسر إذا ما كان لا يسير على شرع الله وسنة رسوله».
وأكد المستشار العسال اتفاقه تماماً مع فتوى مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، التي أكدها علماء الأزهر الشريف كذلك، وانتقد فيها استغلال بعض القنوات الفضائية كوسيلة لتحقيق المكاسب المادية. موضحاً انه لا يجوز لمعبر الرؤيا الحصول على أجر مادي، لكن إذا كان يقوم بتقديم برامج ذات صبغة اجتماعية ودينية وخصص له راتب نظير مجهوده ووقته في اعداد البرنامج، فلا حرج في ذلك.
كما اشار إلى ان الاكثار من برامج تفسير الاحلام في الفضائيات غير مطلوب. معتبراً ان حضور هذا النوع من البرامج لم يصل إلى درجة الفوضى، لكن يجب على القائمين على الفضائيات اختيار المفسرين الذين يتولون تقديم البرامج.

0 التعليقات:

'; (function() { var dsq = document.createElement('script'); dsq.type = 'text/javascript'; dsq.async = true; dsq.src = '//' + disqus_shortname + '.disqus.com/embed.js'; (document.getElementsByTagName('head')[0] || document.getElementsByTagName('body')[0]).appendChild(dsq); })();